الثلاثاء، 11 مارس 2014

قال تعالى :
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *   ~تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

قوله تعالى: ﴿ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

روى مسلم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في دعائه في قام الليل أنه كان يقول:
"والخير كله في يديك والشر ليس إليك"[3] تأدبًا مع الله تعالى.

ومن فوائد الآيتين الكريمتين:
✳️✳️✳️
أولًا:  شكر نعمة الله تعالى على رسوله
- صلى الله عليه وسلم -، وهذه الأمة؛ لأن الله تعالى حول النبوة من بني إسرائيل
إلى النبي العربي القرشي الأمي المكي خاتم الأنبياء على الإطلاق، ورسول الله إلى الثقلين،
الذي جمع الله فيه محاسن من كان قبله، وخصه بخصائص لم يعطها نبيًا من الأنبياء ولا رسولًا،
من العلم بالله وشريعته، وإطلاعه على الغيوب الماضية والآتية، وكشفه له عن حقائق الآخرة،
ونشر أمته في الآفاق في مشارق الأرض ومغاربها، وإظهار دينه وشرعه على سائر الأديان
والشرائع؛ وصلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين

ثانيًا: أن العزة لا تطلب إلا من الله تعالى وهي إنما تأتي بطاعته واجتناب معصيته،
قال تعالى: ﴿ منْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾

وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال وهو يخاطب الأنصار:"ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟!"[5].

ثالثًا: أن الذل الذي يصيب الإنسان إنما هو بمعصيته لله ولرسوله،
قال تعالى عن بني إسرائيل عندما عصوا الله ورسوله
﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ
بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61].

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف، حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل
رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم"[7].

رابعًا: إثبات قدرة الله، فهو سبحانه القادر على كل شيء، لا يعجزه شيء في الأرض
ولا في السماء،
، روى مسلم في صحيحه من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه -:
أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعًا يجده في جسده منذ أسلم؛
فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ضع يدك على الذي تألم من جسدك
وقل: باسم الله. ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"[9].

خامسًا: فضل الدعاء وأهميته، وكان السلف يدعون: اللهم أعزني بطاعتك، ولا تذلني بمعصيتك[10]،
✳️✳️✳️
💥وينبغي للمؤمن أن يسأل الله من خيري الدنيا والآخرة.
قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 134].
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -
قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار".
✳️✳️✳️
محبتكم -سميه 💫
لمراتع النور ١ ، إشراف /
حفصة العطاس ، هيفاء النعمي ”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق